تقع مدينة رجوكان الصناعية في مقاطعة تلمارك ، في النرويج ، وهى مدينة
صغيرة توجد تحديدا في الجزء السفلي من وادي عميق عند سفح جبل جوستاتوبين
العظيم ، وتحجب المنحدرات الحادة للجبال المحيطة بالمدينة أشعة الشمس تماما
لمدة نصف عام ، تاركة هذا المجتمع المتنامي الذي يبلغ عدد سكانه 3,400
نسمة في ظل دائم من شهر سبتمبر وحتى شهر مارس .
ولكن منذ عام 2013 أصبح سكان المدينة ينعمون بقدر صغير من ضوء الشمس
يسلط على ساحة السوق ، وينعكس هذا الضوء من ثلاث مرايا كبيرة عاكسة
للأشعة مثبتة على جانب الجبل على ارتفاع حوالي 450 متر فوق ساحة المدينة ،
تستقبل المرايا ضوء الشمس وتوجهه إلى ساحة السوق حيث يضيء مساحة تبلغ
حوالي 600 متر مربع ، وتتبع المرايا حركة الشمس عبر السماء ؛ من خلال
أجهزة كمبيوتر تتحكم بها ، وتتحرك كل 10 ثوان حتى تظل ساحة رجوكان غارقة في ضوء الشمس طوال اليوم .
وضعت خطة تسليط الضوء على مدينة رجوكان لأول مرة منذ 100 عاما من قبل مؤسس المدينة ورجل الصناعة سام إيدي ، الذي أسس مصنع للأسمدة هناك ، وقد اختار مدينة رجوكان لأنها تقع بالقرب من شلال يبلغ ارتفاعه 104 متر ، مما يوفر وسيلة سهلة لتوليد كميات كبيرة من الكهرباء ، وتشير التقديرات إلى إنفاق إيدي حوالي ضعف الميزانية الوطنية لدولة النرويج لبناء مدينة رجوكان وتأسيس مصنعه .
لكن إيدي لم يستطع تنفيذ فكرته لعدم توافر الوسائل التكنولوجية في تلك الفترة ، وبدلا من ذلك ؛ دفعت شركته ثمن إنشاء مشروع تلفريك في عام 1928 ، والذي استطاع سكان المدينة استخدامه – مقابل رسوم رمزية – للصعود لما يقرب من 500 متر فوق الجبل للإستمتاع بأشعة الشمس ، و يعمل هذا التلفريك حتى اليوم ، حيث ينقل آلاف الأشخاص إلى الجبال كل عام .
وتم إحياء فكرة إضاءة مدينة رجوكان في عام 2005 من قبل مارتن أندرسن ، وهو فنان مقيم في المدينة ، سمع أندرسن عن ملعب رياضي مغطى جزئيا في أريزونا يستخدم بنجاح مرايا صغيرة للحفاظ على نمو الأعشاب به ، كما عرف أيضا باستخدامات المرايا العاكسة فى توجيه أشعة الشمس المركزة لتسخين التوربينات البخارية لتوليد الكهرباء ، وفي العام التالي ؛ نجحت المدينة الإيطالية فيجانيلا في تركيب مرآة شمس مشابهة لتعكس ضوء الشمس في القرية ، حيث تقع فيجانيلا ، تماما مثل رجوكان ، في وادي حيث تلقي الجبال ظلال ممتدة لمدة ثلاثة أشهر في الشتاء .
أقنع أندرسن مجلس المدينة للحصول علي المال للسماح له بتطوير مشروعه بشكل أكبر ، واتصل بالخبراء في هذا المجال وزار أيضا مدينة فيجانيلا بنفسه ، وأخيرًا ؛ وبمساعدة الاستثمار العام والمساهمات الخاصة والفردية ، التي جاء معظمها من شركة نورسك هيدرو – التي أسسها سام أيدي ، تمكن أندرسن من جمع خمسة ملايين كرونة نرويجية (حوالي 851,000 دولار) مما سمح للمدينة بإستكمال المشروع .